إليك تفاصيل دعم الشباب أقل من 35 سنة للترشح في الانتخابات المغربية
تعمل المملكة المغربية بشكل متواصل على تعزيز المشاركة السياسية للشباب، باعتبارهم ركيزة أساسية في بناء المستقبل الديمقراطي للبلاد. وفي هذا الإطار، أعلنت الحكومة المغربية عن برنامج دعم خاص بالشباب أقل من 35 سنة الراغبين في الترشح للانتخابات الجماعية والتشريعية، وذلك لتشجيعهم على دخول غمار السياسة والمساهمة في تجديد النخب السياسية.
في هذا المقال الشامل، نستعرض تفاصيل هذا الدعم، شروط الاستفادة، المبالغ المخصصة، وكيفية الترشح، بالإضافة إلى الأهداف الكبرى وراء هذا القرار الحكومي الذي يهدف إلى تمكين الشباب من ممارسة أدوارهم السياسية بكفاءة وفاعلية.
أهداف برنامج دعم الشباب للترشح في الانتخابات المغربية
تسعى الدولة المغربية من خلال هذا البرنامج إلى توسيع قاعدة المشاركة السياسية وتوفير مناخ ملائم لتمكين الشباب من الولوج إلى الحياة العامة. وتتمثل أبرز الأهداف فيما يلي:
-
تشجيع الشباب على الانخراط في العمل السياسي والحزبي، وكسر حاجز العزوف السياسي المنتشر في صفوفهم.
-
تجديد النخب السياسية وإدخال دماء جديدة قادرة على تقديم أفكار ومشاريع مبتكرة.
-
تحقيق العدالة المجالية والسياسية من خلال تمكين شباب القرى والمناطق النائية من فرص متكافئة.
-
دعم الكفاءات الشابة التي تمتلك خبرة أكاديمية أو ميدانية وتفتقر إلى الموارد المالية لخوض الحملات الانتخابية.
الفئات المستفيدة من دعم الترشح للانتخابات
يستهدف برنامج الدعم الشباب المغاربة الذين لا تتجاوز أعمارهم 35 سنة في تاريخ إيداع الترشيحات. ويشمل هذا الدعم كلًّا من:
-
المرشحين الأحرار الذين ينوون الترشح بصفة فردية.
-
المرشحين المنتمين إلى أحزاب سياسية، خصوصًا الشباب الذين يقودون لوائح محلية أو جهوية.
-
النساء الشابات أقل من 35 سنة، حيث يستفدن من دعم إضافي في إطار مقاربة النوع الاجتماعي والمساواة.
شروط الاستفادة من دعم الشباب للترشح
وضعت وزارة الداخلية والمجالس المنتخبة مجموعة من الشروط الدقيقة لضمان توجيه الدعم إلى الفئات المستحقة، ومن بين أهمها:
-
أن يكون المترشح مغربي الجنسية ومتمتعًا بحقوقه المدنية والسياسية.
-
أن يبلغ من العمر أقل من 35 سنة في تاريخ إيداع ملف الترشح.
-
أن يكون قد استوفى جميع شروط الترشح القانونية المنصوص عليها في مدونة الانتخابات.
-
تقديم برنامج انتخابي واضح ومبني على أهداف تنموية واقعية.
-
الالتزام بـ الشفافية المالية وتقديم جميع الوثائق المثبتة للمصاريف الانتخابية.
-
في حالة الترشح باسم حزب سياسي، يجب أن يكون الحزب قد صادق رسميًا على لائحة المرشحين الشباب لديه.
قيمة ومجالات الدعم المالي المخصص للشباب
يُمنح هذا الدعم في شكل مساعدة مالية مباشرة وتسهيلات لوجستية وإدارية، وتختلف قيمته حسب نوع الانتخابات ومستوى الترشح (محلي، جهوي أو وطني).
1. الدعم المالي المباشر
تُحدد قيمة الدعم بناءً على المعايير التالية:
-
15.000 درهم إلى 25.000 درهم للمترشحين في الانتخابات الجماعية.
-
30.000 درهم إلى 50.000 درهم للمترشحين في الانتخابات الجهوية.
-
50.000 درهم إلى 70.000 درهم للمترشحين في الانتخابات التشريعية.
هذا الدعم يُمنح على شكل دفعتين:
-
الأولى بعد قبول ملف الترشح رسميًا.
-
الثانية بعد انتهاء الحملة الانتخابية وتقديم تقرير النفقات.
2. الدعم اللوجستي والإداري
يشمل هذا النوع من الدعم:
-
توفير فضاءات مجانية لعقد اللقاءات الانتخابية.
-
تسهيل إجراءات الطباعة والإعلانات الخاصة بالحملة.
-
دعم تقني في مجال إدارة الحملات الرقمية والتواصل الإلكتروني.
-
إمكانية الاستفادة من دورات تكوينية في التسويق السياسي وإدارة الحملات الانتخابية.
كيفية الترشح للاستفادة من الدعم
يمكن للشباب الراغبين في الاستفادة من هذا الدعم اتباع الخطوات التالية:
-
سحب استمارة الترشيح من البوابة الرسمية لوزارة الداخلية أو عبر المكاتب الجهوية للأحزاب السياسية.
-
ملء الملف الإداري والمالي، مرفقًا بجميع الوثائق المطلوبة (بطاقة التعريف، السيرة الذاتية، البرنامج الانتخابي، شهادة الانخراط الحزبي إن وُجدت).
-
تقديم الملف إلى اللجنة الجهوية الخاصة بدراسة طلبات الدعم قبل انتهاء الآجال المحددة.
-
انتظار قرار اللجنة الذي يصدر عادة خلال أسبوعين من تاريخ إيداع الملف.
-
استلام الدعم المالي بعد توقيع اتفاقية التزام بين المرشح والدولة.
الجهات المشرفة على تنفيذ البرنامج
تُشرف على البرنامج لجنة وطنية تضم ممثلين عن:
-
وزارة الداخلية (الإشراف الإداري والمالي).
-
وزارة الشباب والثقافة والتواصل (التأطير والدعم التكويني).
-
المجلس الأعلى للحسابات (مراقبة شفافية التمويل الانتخابي).
-
الأحزاب السياسية التي تواكب مرشحيها الشباب.
كما يتم التنسيق مع الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة لضمان شفافية المعاملات وتكافؤ الفرص بين جميع المترشحين.
البرامج التكوينية المصاحبة للدعم
ضمن الرؤية الشمولية لتمكين الشباب سياسيًا، تم إدراج ورشات تدريبية متخصصة في مجالات:
-
التواصل السياسي والإعلامي.
-
إعداد البرامج الانتخابية المحلية.
-
إدارة الحملات الانتخابية الرقمية.
-
مراقبة الإنفاق الانتخابي واحترام القوانين التنظيمية.
تُشرف على هذه الورش مؤسسات وطنية وأجنبية بشراكة مع المعهد الملكي للإدارة الترابية والوكالة الوطنية لتنمية الكفاءات الشبابية.
الآثار المتوقعة لهذا الدعم على المشهد السياسي المغربي
يُنتظر أن يُحدث هذا البرنامج تحولًا جذريًا في التمثيلية السياسية للشباب المغربي، إذ يهدف إلى رفع نسبة المترشحين الشباب إلى 30% على الأقل من مجموع المرشحين في الانتخابات المقبلة. كما يتوقع أن يؤدي إلى:
-
تجديد الخطاب السياسي وجعله أقرب إلى تطلعات الجيل الجديد.
-
إعادة الثقة في المؤسسات المنتخبة بفضل مشاركة كفاءات شابة ونزيهة.
-
تحقيق التوازن بين الأجيال في مراكز القرار الجماعي والبرلماني.
-
تحفيز المرأة الشابة على الانخراط بقوة في العمل السياسي المحلي والوطني.
إن دعم الشباب أقل من 35 سنة للترشح في الانتخابات المغربية يمثل خطوة تاريخية نحو بناء ديمقراطية حديثة ومتجددة. فالمملكة اليوم تراهن على طاقات شبابها، ليس فقط كقوة اقتراح، بل كفاعلين رئيسيين في صناعة القرار السياسي والتنمية المحلية.

تعليقات
إرسال تعليق