ما هو ثمن مخالفة عدم وضع حزام السلامة للراكب في المقاعد الخلفية والاطفال

يعتبر حزام السلامة واحدًا من أهم أدوات الحماية داخل المركبة، حيث يساهم في إنقاذ الأرواح وتقليل نسبة الإصابات الخطيرة في حالة وقوع حوادث السير. لذلك، تفرض القوانين المرورية في مختلف الدول غرامات صارمة على السائقين والركاب في حال عدم ارتداء حزام السلامة، سواء كانوا في المقاعد الأمامية أو الخلفية. ويزداد التشديد عندما يتعلق الأمر بالأطفال، باعتبارهم الفئة الأكثر عرضة للخطر.

في هذا المقال سنوضح بالتفصيل ثمن مخالفة عدم وضع حزام السلامة للراكب في المقاعد الخلفية والأطفال، بالإضافة إلى القوانين المنظمة، وأهمية الالتزام بهذه القاعدة لضمان السلامة المرورية.

القوانين المتعلقة بحزام السلامة في المقاعد الخلفية

تُلزم القوانين المرورية جميع الركاب داخل السيارة، وليس فقط السائق أو الراكب الأمامي، بارتداء حزام السلامة. وتشير الدراسات إلى أن عدم ارتداء الركاب في المقاعد الخلفية لحزام الأمان يزيد من خطورة الإصابات بنسبة كبيرة، بل قد يؤدي إلى إصابة الركاب الأماميين نتيجة اندفاع الراكب الخلفي عليهم أثناء التصادم.

في كثير من الدول، الغرامة المالية المفروضة على الراكب الخلفي الذي لا يرتدي الحزام تتراوح ما بين 200 إلى 400 درهم أو ما يعادلها بالعملة المحلية، وقد يتم تسجيل نقاط جزائية على السائق باعتباره المسؤول عن سلامة جميع الركاب داخل السيارة.

الغرامة الخاصة بعدم وضع حزام السلامة للأطفال

عندما يتعلق الأمر بالأطفال، فإن التشريعات المرورية تكون أكثر صرامة. إذ يُلزم القانون السائقين بتركيب مقاعد مخصصة للأطفال (Car Seats) مع ربط الحزام بشكل آمن يتناسب مع عمر الطفل ووزنه.

• في حال عدم تأمين الأطفال بمقاعد خاصة أو عدم ربط الحزام لهم، قد تصل الغرامة إلى 500 درهم أو أكثر.

• في بعض البلدان، يتم اعتبار هذه المخالفة ضمن المخالفات الجسيمة، مما يؤدي إلى حجز السيارة أو سحب رخصة السياقة مؤقتًا.

• يُحمل القانون السائق المسؤولية الكاملة عن التزام الأطفال باستخدام الحزام أو المقعد المخصص.

لماذا يُعتبر حزام السلامة للأطفال إلزاميًا؟

• الأطفال أقل قدرة على حماية أنفسهم أثناء الحوادث.

• المقاعد المخصصة مع أحزمة السلامة تقلل من خطر الوفاة بنسبة 70% لدى الأطفال الرضع، وبنسبة 50% للأطفال الأكبر سنًا.

• في حالة الحوادث على الطرق السريعة، يكون الأطفال غير المربوطين بالحزام عرضة للطرد خارج السيارة، مما يؤدي إلى إصابات قاتلة.

مقدار الغرامات في بعض الدول العربية

المغرب

• الغرامة المالية لعدم وضع حزام السلامة تصل إلى 300 درهم.

• تشمل هذه المخالفة جميع الركاب، سواء في المقاعد الأمامية أو الخلفية.

• بالنسبة للأطفال، عدم استعمال المقعد المخصص أو الحزام يعرض السائق لنفس الغرامة مع تسجيل نقاط سلبية.

الإمارات العربية المتحدة

• الغرامة تصل إلى 400 درهم مع تسجيل 4 نقاط مرورية.

• إلزامية وجود مقاعد خاصة للأطفال دون سن 4 سنوات.

السعودية

• غرامة مالية تتراوح بين 150 – 300 ريال.

• لا يُعفى أي راكب من الالتزام بالحزام، بمن فيهم الأطفال.

مصر

• الغرامة تبدأ من 100 جنيه، وقد تصل إلى مبالغ أكبر عند تكرار المخالفة.

• في حالة الأطفال، تشدد الحملات المرورية على إلزامية المقاعد الخاصة.

خطورة عدم ارتداء الحزام في المقاعد الخلفية

قد يعتقد البعض أن عدم ربط الحزام في المقاعد الخلفية أقل خطورة، لكن الواقع يثبت العكس:

• أثناء التصادم بسرعة 60 كم/ساعة فقط، يتحول جسم الراكب غير المربوط إلى قذيفة بشرية يمكن أن تقتل أو تصيب الركاب الأماميين.

• الدراسات أظهرت أن 75% من الوفيات داخل السيارات كان يمكن تجنبها لو ارتدى الركاب الخلفيون الأحزمة.

• عدم ربط الحزام يؤدي إلى مضاعفة خطر الإصابة البليغة حتى وإن كانت السيارة مجهزة بوسائد هوائية.

المسؤولية القانونية للسائق

في معظم التشريعات، يُعتبر السائق المسؤول الأول عن التزام جميع الركاب بالقوانين، خصوصًا الأطفال. أي أن الشرطة لا تسجل المخالفة على الراكب نفسه فقط، بل على السائق الذي سمح بوجوده دون حزام.

نصائح لتجنب مخالفة عدم وضع حزام السلامة

1. التأكد من ربط الحزام دائمًا قبل تشغيل السيارة.

2. توعية الركاب الخلفيين بخطورة الإهمال في ربط الحزام.

3. استخدام مقاعد الأطفال المخصصة حسب العمر والوزن.

4. تذكير الأطفال والمراهقين بارتداء الحزام عبر عادة يومية إلزامية.

5. فحص سلامة الأحزمة بانتظام، والتأكد من عدم تلفها.

إن ثمن مخالفة عدم وضع حزام السلامة للراكب في المقاعد الخلفية والأطفال لا يقتصر على الغرامة المالية فقط، بل يشمل أيضًا المخاطر الجسيمة التي قد تهدد حياة الركاب والسائق معًا. ارتداء الحزام ليس مجرد التزام بالقانون، بل هو إجراء وقائي أساسي لحماية الأرواح.

إن التهاون في هذا الجانب قد يؤدي إلى إصابات قاتلة وخسائر لا تُعوض، لذلك ننصح جميع السائقين بالحرص على التقيد التام بهذا الإجراء البسيط والفعال.